تحالف المادة 55 يصدر بيانًا حول تزايد الانتهاكات الجسيمة داخل السجون المصرية خلال عام 2025

2025-04-16

تحالف المادة 55 يصدر بيانًا حول تزايد الانتهاكات الجسيمة داخل السجون المصرية خلال عام 2025


قالت منظمات تحالف المادة 55 إن السجون ومقار الاحتجاز في مصر، شهدت منذ بداية 2025 وحتى الآن، تصاعدًا مقلقًا في وتيرة الانتهاكات الجسيمة بداخلها، خاصة في سجون بدر، برج العرب والوادي الجديد، وأن هذه الانتهاكات تشمل استخدام التعذيب الممنهج، والإهمال الطبي المتعمد، والتعامل اللاإنساني بشكل يهدد حياة آلاف المحتجزين.


والسجون الثلاثة المشار إليها أصبحت رموزًا للقمع والاستبداد، حيث تحولت إلى أماكن تعذيب وعقاب جماعي؛ بدلاً من أن تكون أماكن لإعادة التأهيل أو العدالة، وهذا ما أكد عليه رصد منظمات التحالف من أن هذه الانتهاكات ليست مجرد حوادث فردية؛ بل هي جزء من نظام ممنهج يهدف إلى إذلال وإرهاب المحتجزين وأسرهم.


سجن بدر 3: التعذيب والإهمال الطبي يؤديان إلى وفيات وإضرابات عن الطعام

في سجن بدر 3؛ تم تسجيل حالات إهمال طبي خطيرة أدت إلى وفاة المعتقل “محمد هلال”، بعد نقله إلى مستشفى القصر العيني بإصابات قاتلة يُرجح تعرضه للتعذيب المميت. وهذه الحادثة أثارت غضبًا واسعًا بين المعتقلين، الذين أعلنوا إضرابًا جماعيًا عن الطعام احتجاجًا على ظروف الاحتجاز غير الإنسانية. كما حاول المعتقل محمود عبد الله، الانتحار حرقًا بسبب استمرار الإهمال الطبي لحالته الصحية الحرجة، حيث يعاني من أمراض القلب والضغط والكلى، دون توفير أي علاج له.


كذلك ظروف الاحتجاز في “مجمع سجون بدر” بشكل عام تتسم بالحرمان الكامل من الرعاية الطبية، حيث يتم استخدام التعذيب كأداة للسيطرة والعقاب، وأن العديد من المعتقلين يعانون من أمراض مزمنة لا يتم علاجها، ما يؤدي إلى تفاقم حالتهم الصحية حتى الموت.


– سجن برج العرب: الإهمال الطبي وسوء الأوضاع يسببان وفاة وعزل اجتماعي

أما في سجن “برج العرب”، توفي المعتقل السياسي سعد السيد السيد مدين (57 عامًا)، في يناير 2025؛ نتيجة الإهمال الطبي المتعمد وسوء أوضاع الاحتجاز. وكان “مدين” وهو موجه لغة عربية من محافظة الشرقية، عانى من تدهور صحي مستمر دون تدخل طبي مناسب، وهذا الحادث يمثل ثاني حالة وفاة موثقة في السجون المصرية خلال نفس الشهر، ما يشير إلى وجود سياسة مقصودة من الدولة لإهمال العلاج الطبي للمعتقلين.


إضافة إلى ذلك، أفادت تقارير لمنظمات التحالف بأن المعتقلين في سجن “برج العرب” حُرموا من المياه النظيفة لأكثر من خمسة أيام، ما اضطرهم إلى شرب مياه ملوثة، ما أدى إلى تفاقم أزمة العطش والجفاف بينهم. كما قامت إدارة السجن بتقليص مدة الزيارات إلى عشر دقائق فقط، ومنعت دخول الضروريات الأساسية التي يجلبها الأهالي للمعتقلين؛ مثل الملابس والأدوية.


كذلك تم نقل عدد من المعتقلين تعسفيًا من “سجن بدر 1” إلى سجن “برج العرب”، ما زاد من معاناتهم، حيث تم عزلهم عن أسرهم وفرض تحديات مالية ولوجستية على ذويهم، ونقل المعتقلين بشكل تعسفي يعد جزءًا من سياسة العقاب الجماعي التي تمارسها السلطات المصرية ضد المعتقلين السياسيين لديها.


– سجن الوادي الجديد: التعذيب الممنهج وظروف احتجاز غير إنسانية

وبالنسبة لسجن “الوادي الجديد”، تم رصد حالات تعذيب ممنهج وحرمان متعمد من الرعاية الطبية لأشخاص يعانون من أمراض خطيرة، ما أدى إلى تفاقم حالتهم الصحية بشكل خطير. كذلك فإن أحد أبرز أشكال التعذيب هو ما يُعرف بـ “التشريفة”؛ حيث يتعرض المعتقلون الجدد للضرب الوحشي باستخدام العصي وأسلاك الكهرباء لساعات متواصلة، ما يؤدي إلى فقدانهم الوعي. بعد ذلك؛ يُحتجزون في زنازين انفرادية تُعرف بـ “التأديب” لفترات قد تصل إلى سنة، دون كهرباء أو مياه، مع تقديم كميات ضئيلة جدًا من الطعام والماء.


والزنازين في سجن “الوادي الجديد” تفتقر إلى دورات مياه، ويُجبر المعتقلون على قضاء حاجاتهم في أكياس بلاستيكية، كما يتم حرمانهم من أدوات النظافة الأساسية، ما أدى لانتشار الأمراض الجلدية مثل الجرب والقمل.


– إحصائيات وفيات السجون في 2025:

تشير إحصائيات منظمات تحالف المادة 55 إلى زيادة مقلقة في عدد الوفيات داخل السجون ومقار الاحتجاز المصرية خلال عام 2025. حيث تمكنت منظمات التحالف من تسجيل الحالات التالية:


1- المهندس عبد السلام محمود صدومة، المعتقل من مركز أوسيم بمحافظة الجيزة، والذي وافته المنية بعد معاناة طويلة مع مرض السرطان، ولفظ أنفاسه الأخيرة يوم الخميس الموافق الثاني من يناير 2025.


2- سعد السيد السيد مدين (57 عامًا)، وتوفي نتيجة للإهمال الطبي المتعمد وسوء أوضاع الاحتجاز بسجن برج العرب، في 19 يناير 2025.


3- المحتجز على ذمة قضية سياسية متولي أبو المجد سليمان محمد (57 عامًا)، في سجن جمصة شديد الحراسة، نتيجة إصابته بجلطة قلبية وسط إهمال طبي متعمد، في 20 يناير 2025.


4- أحمد جبر، والذي كان يعاني من ورم في المخ، وتوفي بسجن الوادي الجديد، في 19 يناير 2025.


5- المهندس هشام الحداد، بمقر محبسه بسجن العاشر من رمضان؛ نتيجة للإهمال الطبي المتعمد، يوم 1 فبراير 2025.


6- نبيل فرفور (65 عامًا)، ويعمل مهندسًا زراعيًا، مقيم بمركز دمنهور، وتوفي بمقر فرق الأمن بدمنهور في محافظة البحيرة؛ نتيجة للإهمال الطبي المتعمد، في 2 مارس 2025.


7- محمد عبد الرازق أحمد غنيم، بسجن دمنهور والذي توفي يوم الأحد الموافق 30 مارس/ آذار الماضي.


8- عبد الفتاح محمد عبد المقصود عبيدو (60 عامًا)، بسجن “جمصة”، وتوفي يوم الأربعاء الموافق 3 أبريل/ نيسان الجاري؛ نتيجة سوء ظروف الاحتجاز والإهمال الطبي المتعمد.


9- محمد حسن هلال (32 عامًا)، والذي توفي داخل مستشفى القصر العيني بالقاهرة، بعد نقله من سجن “بدر 3” في حالة صحية حرجة، وسط شكوك قوية حول تعرُّضه لتعذيب مُميت أو عملية تصفية جسدية ممنهجة داخل محبسه، يوم 7 أبريل 2025.


10- محمود أسعد (26 عامًا)، والذي توفي داخل قسم شرطة الخليفة في القاهرة، يوم السبت الموافق 12 أبريل 2025، وذلك بعد أيام قليلة من احتجازه، حيث ظهرت آثار تعذيب واضحة على جسده وفقًا لتسجيلات مصورة.


11- ياسر محمد الخشاب، والذي توفي يوم الجمعة الموافق 11 أبريل 2025، بمستشفى سجن بدر، أثناء إجراء عملية قلب مفتوح، وهو من محافظة دمياط، ومعتقل منذ ما يقرب الـ 10 سنوات.


12- علاء جمال 30 سنة في سجن بدر 3، توفي يوم 15 ابريل 2025 حيث تعرض لضغوط ومنع الزيارة عنه ووضع في التأديب ووجد في زنزانة التأديب مشنوقا وقيل انه انتحر.


ولكل ما سبق؛ تحث منظمات تحالف المادة 55 السلطات المصرية على اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف هذه الانتهاكات الفاضحة التي تتنافى مع أبسط مبادئ حقوق الإنسان والقانون الدولي، ونطالب بما يلي:


1- فتح تحقيقات محايدة وشفافة وناجزة حول الانتهاكات التي تم ذكرها فيما سبق، وكافة الانتهاكات التي يتم رصدها داخل السجون ومقار الاحتجاز في مصر، وتحديد المسؤولين عنها ومحاسبتهم ومنع إفلاتهم من العقاب.


2- تحسين ظروف الاحتجاز، وتوفير الرعاية الصحية المناسبة، وتحسين التغذية، وضمان النظافة، والسماح بالتواصل المنتظم مع العالم الخارجي.


3- حصر شامل لجميع حالات الوفاة داخل السجون، مع نشر نتائج التحقيقات حول ملابساتها بشكل شفاف.


4- السماح للمنظمات الوطنية والحقوقية المحلي منها والدولي بزيارة السجون وتفقد أوضاع المعتقلين.


وفي الختام؛ نؤكد أن استمرار هذه السياسات القمعية لن يؤدي إلا إلى تفاقم الأزمات الإنسانية والاجتماعية. وندعو المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية إلى الضغط على السلطات المصرية لوقف هذه الانتهاكات الفاضحة التي تؤثر سلباً على سمعتها الدولية.


الموقعون:


– لجنة العدالة.


– الشهاب لحقوق الإنسان.


– الشبكة المصرية لحقوق الإنسان.


– جوار.


– نجدة لحقوق الإنسان.

المقال السابق
الاعتداء على ”جهاد عبدالغني“ بدلا من علاج حالته الخطرة بسجن أبو زعبل
المقال التالي
استمرار الانتهاكات بحق المعتقل سلطان عمران وإضرابه عن الطعام داخل سجن برج العرب

مقالات متشابهة