لطالما كانت السجون المصرية شاهدة على انتهاكات حقوق الإنسان، حيث تم تحويلها إلى أماكن تعذيب وقمع للمعتقلين السياسيين والمعارضين للنظام. مثلما اشتهر سجن صيدنايا في سوريا بلقب "المسلخ البشري" بسبب ما يمارسه من تعذيب مروع ضد المعتقلين، فإن مصر لديها سجونا مشابهة شهدت أوضاعًا إنسانية بالغة السوء. في هذه السجون، يتم احتجاز آلاف من المعارضين والنشطاء وأصحاب الرأي، الذين يعانون من أساليب قمعية تهدد حياتهم. في مركز الشهاب، نكشف عن أبرز هذه السجون المصرية التي يمكن وصفها بـ"صيدنايا مصر"، حيث تتحول جدرانها إلى صمت يقابل المعاناة والظلم.
سجن بدر
يعتبر سجن بدر نموذجًا لمجمعات السجون التي تعكس "نهجًا قمعيًا متجددًا" في التعامل مع المحتجزين، خصوصًا السياسيين. يوصف السجن بأنه "سلخانة بشرية" حيث تُمارس فيه انتهاكات ممنهجة تشمل:
التعامل الأمني الصارم: يُدار بعقلية أمنية تهدف إلى إخضاع السجناء بدلًا من تحسين ظروف احتجازهم.
انتهاكات حقوقية جسيمة: تشمل التعذيب النفسي والبدني، منع الزيارات العائلية، والتجويع المتعمد عبر تقليل الطعام المقدم للسجناء إلى مستويات غير كافية.
حرمان من الخدمات الأساسية: غياب الرعاية الصحية، انعدام أدوات النظافة الشخصية، ومنع الأدوية، مما يهدد بانتشار الأمراض الجلدية وحالات التسمم.
تصعيد الاحتجاجات: قوبلت مطالب السجناء بفتح الزيارات ووقف سوء المعاملة بالعنف، مثل استخدام خراطيم المياه داخل الزنازين، ورفض تحرير محاضر عن حالات الانتحار المتكررة.
موجة انتحار غير مسبوقة: شهد السجن عدة محاولات انتحار بين السجناء نتيجة اليأس وسوء المعاملة، بعضها داخل الزنازين وبعضها في مقرات النيابة.
على الرغم من أن السجن افتتح بهدف تحسين أوضاع الاحتجاز مقارنة بالسجون القديمة، إلا أن الظروف داخله، وفقًا لشهادات ورسائل النزلاء تفاقمت لتجعل منه رمزًا جديدًا لغياب العدالة والانتهاكات الإنسانية في السجون المصرية.
سجن العقرب
القلعة المظلمة
يعد سجن طرة 992 شديد الحراسة، المعروف بـ"سجن العقرب"، من أكثر السجون رعبًا في مصر، بُني عام 1993 كحصن منيع بسور عالٍ وأبراج حراسة، يضم 320 زنزانة موزعة على أربعة مبانٍ على شكل حرف "H"، مصممة لعزل تام للسجناء.
الظروف داخل السجن
الزنازين: ضيقة بمساحة 7 أمتار مربعة، تحتوي على حمام ومسطبة إسمنتية، تفتقر إلى التهوية وأشعة الشمس، مع فتحة صغيرة لإدخال الطعام ومصباح تتحكم به إدارة السجن.
العزلة: كل عنبر معزول تمامًا، ولا يتسرب الصوت بين الزنازين بفضل الخرسانة الكثيفة.
التعذيب: تشمل الأساليب الضرب، الصعق بالكهرباء، تعليق السجناء، والتحرش، إضافة إلى التجويع والحرمان من الدواء والطعام.
الزيارة العائلية
الزيارات نادرة، تُجرى من خلف واجهات زجاجية عبر هواتف، مما يضيف مزيدًا من المعاناة للمعتقلين وأسرهم.
يعد السجن رمزا للقمع والانتهاكات الممنهجة، حيث تُمارس داخله أشد أنواع العذاب الجسدي والنفسي.
سجن الأبعادية - البحيرة
تأسس عام 1908 على مساحة عشرة أفدنة أهداه الخديوي عباس حلمي لرئيس وزرائه بطرس باشا غالي. يقع في منطقة الأبعادية بمحافظة البحيرة، على بعد 165 كم من القاهرة و45 كم من الإسكندرية، واشتهر بلقب "جوانتانامو البحيرة" بين أهالي السجناء.
سجن الوادي الجديد
يقع بالخارجة على بُعد 650 كم من القاهرة، ويُعرف بظروفه القاسية وانتهاكاته. يعاني السجناء من:
التكدس: مساحة الفرد لا تتجاوز 25 سم، وزنازين غير نظيفة ومكتظة.
سوء المرافق: مياه ملوثة، طعام سيئ، ومنع أدوات النظافة.
الإهمال الطبي: اقتصار الرعاية على مسكنات، وانتشار أمراض جلدية وكُلوية، مع وفيات بسبب الإهمال.
التأديب: زنازين بلا تهوية، طعام محدود، ودرجات حرارة شديدة.
التعذيب: استقبال يتضمن الضرب والتجويع، واستخدام السجناء الجنائيين لمراقبة السياسيين.
الزيارات: قصيرة وتحت مراقبة، مع معاناة للأهالي وسوء معاملة أثناء التفتيش.
التعليم والتواصل: منع دخول الكتب والصحف أو استخدام المكتبة، مما يعزل السجناء تمامًا.
سجن برج العرب - الإسكندرية
الموقع: سجن شديد الحراسة غرب الإسكندرية، يستقبل المعتقلين السياسيين والمتهمين في جرائم خطيرة.
الانتهاكات والمآسي:
التكدس: حجرات مساحتها 4 أمتار مربعة تضم أكثر من 20 سجينًا، مع قضاء الحاجة في إناء داخل الزنزانة.
سوء المرافق: مياه ملوثة تسببت في حالات تسمم واحتمال الإصابة بالفشل الكلوي، وغياب التجهيزات الطبية بالمستشفى.
العزل والمعاملة القاسية: منع السجناء من الخروج يوميًا، ومصادرة الأغراض الشخصية، والزج بهم في زنازين تأديب مظلمة وباردة.
معاناة الزيارات: تفتيش مهين للأهالي، تعنت في إدخال الطعام، وزيارات قصيرة مدتها 10 دقائق بعد انتظار طويل.
الإهمال الطبي: منع وصول الأدوية أو نقل المرضى إلى المستشفى، ما يفاقم معاناة السجناء.
الإضرابات: لجأ المعتقلون للإضراب عن الطعام وتسريب رسائل توثق الأوضاع المأساوية داخل السجن.
سجن العزولي - الإسماعيلية
سجن العزولي، الذي يُعرف بـ "سلخانة الإسماعيلية"، هو أحد أكثر السجون شهرة في مصر بسبب الانتهاكات الوحشية التي تحدث بداخله. بدأ كسر حاجز الصمت عن السجن بعد نشر تقارير تفصيلية عنه، مما كشف عن ممارسات تعذيب غير إنسانية.
سجن أبو زعبل - القليوبية
سجن أبو زعبل، خصوصًا ليمان 1، يُعرف بسمعته السيئة بسبب الانتهاكات الوحشية التي تحدث بداخله.
الانتهاكات والتعذيب:
تعذيب جسدي: كشف المعتقل محمود حسين عن تعرضه لتعذيب وحشي في السجن، حيث استهدفت الشرطة رجله المصابة وأعضائه التناسلية.
الاحتجاز بلا محاكمة
التعذيب الممنهج
التوسع في القمع
سجن أسيوط - أسيوط
يتم اتباع نهج مستمر من الانتهاكات الجسيمة، حيث يُمارس التفتيش المهين على المعتقلين وأهاليهم. يعاني المعتقلون من تكديس بالغ في الغرف، رغم وجود مساحات خالية.
الانتهاكات تشمل:
التفتيش المذل للمعتقلين وأهاليهم، بما في ذلك التفتيش المتكرر والمفاجئ.
السرقة والإهانة: تفتيش الأطعمة خلال الزيارة، مع سرقة الطعام والتعامل مع الأطعمة بتهكم.
الإهمال الطبي: يعاني المعتقلون المرضى من غياب العناية الطبية، ما أدى إلى وفاة عدد من المعتقلين بسبب الإهمال.
التقليص في الزيارات: تقليل مدة الزيارة إلى 15 دقيقة فقط للمعتقلين السياسيين.
تزداد الأوضاع سوءًا في السجن، مع استمرار الممارسات القاسية التي تسببت في معاناة شديدة للمعتقلين.
#مركز_الشهاب_لحقوق_الإنسان
#صيدنايا_مصر