في يوم الطالب المصري
في التاسع من فبراير عام 1946 خرجت مظاهرات حاشدة لطلاب جامعة فؤاد الأول (القاهرة حاليا) صوب قصر عابدين مطالبين بجلاء الاحتلال البريطاني واستقلال مصر عن بريطانيا ، إلا أن الشرطة المصرية تصدت لمظاهرات الطلاب بإطلاق النار عليهم، مما أدى إلى سقوط عدد من الطلاب من أعلى كوبري عباس في النيل ، مما أدي الي مقتل واصابة أكثر من 200 شخص ، ومن نجا منهم تم إلقاء القبض عليه .
عقب "مذبحة كوبري عباس" أعلن الطلاب مشاركة العمال في الإضراب العام يوم 21 فبراير عام 1946، واستمر نضالهم حتي نالت مصر استقلالها ، ليتم إحياء هذا اليوم في كل عام كذكرى يوم الطالب المصري، وباتت هذه الذكرى تجسد دور الحركة الطلابية في النضال الوطني، وتبرز تضحياتهم من أجل الوطن عبر مختلف الفترات التاريخية في تاريخ مصر.
وقد كان ومازال للحركات الطلابية في مصر دور حاسم وفعال في عملية التغيير اجتماعيا وسياسيا ، وكان من مظاهر ووسائل هذه الحركات خروج الطلاب إلى الشوارع وتنظيم المظاهرات والاعتصامات ومواجهة العنف والموت ومقارعة السلطات القمعية في سبيل الدفاع عن قضاياهم وحقوقهم الوطنية ، كما قاد الطلاب حركات وطنية في طريق التحرير والاستقلال، وتمكنوا من إسقاط الأنظمة والحكومات المستبدة، وكانت آخر ثمرات نضال الحركة الطلابية في مصر اسقاط نظام حكم مبارك بعد ثورة عام 2011، وقد كان للحركة الطلابية في مصر دور بارز في مساندة ودعم القضية الفلسطينية .
وخلال العقد الاخير تعرض الطلاب والحركة الطلابية عموما - سواء في المدارس أو الجامعات - للقمع وتكميم الافواه وتقييد الحريات.
وبينما تواصل الجامعات الأميركية الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين والمنددة بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ، وقد امتد صدى هذه الاحتجاجات إلى جامعات كندا ودول غربية ، بعد أن كانت الحركة الطلابية المصرية في طليعة المدافعين عن القضية الفلسطينية الا انها باتت تغفو في سبات عميق وغاب صوت الطلاب في الجامعات بسبب قيام النظام بقمع كافة أطباف وشرائح الشعب المصري وفي مقدمتهم الطلاب .
لقد انتهج النظام الحاكم القمع الأمني وإحكام القبضة الحديدية داخل الجامعات، وتجميد نشاط الاتحادات الطلابية والتنكيل بالطلاب - دون تفرقة بين طلاب وطالبات - سواء بالفصل والطرد من الجامعة أو بالاعتقالات والمحاكمات الجائرة ، وغيرها من وسائل التنكيل وصرف انتباه أجيال الطلاب الجديدة عن العمل الوطني الجاد.
وفي ظل هذه الاجواء من تكميم الافواه ، إلا أنه سرعان ما سينقلب كل شيء رأسا على عقب وسوف تتحقق آمال الطلاب وسيعود مارد الحركة الطلابية، وستتغير موازين السياسة في مصر ، ولن تتحقق هذه المعادلة إلا باتحاد الطلاب والتحامهم بجموع الشعب المصري لتعود مرة أخرى للساحة السياسية، وسوف تخرج انتفاضة أخرى تطيح بالنظام القمعي الجاثم علي السلطة.
ومن خلال هذا البيان ندعوا المهتمين بالشأن الحقوقي أفراد ومؤسسات للعمل في سبيل :
الإفراج عن كافة الطلاب المعتقلين بشكل تعسفي على خلفية قضايا رأي سياسية.
فتح تحقيقات جادة وموسعة في جرائم القتل خارج إطار القانون بحق الطلاب ومحاسبة المتورطين بها بتقديمهم إلى محاكمات محايدة وعادلة.
سرعة الكشف عن أماكن احتجاز الطلاب المختفين قسريا لدي الأجهزة الأمنية، وإخلاء سبيلهم.
إلزام إدارات الجامعات بإصدار قرارات بعودة الطلاب المفصولين تعسفيا إلى صفوف الدراسة.
اتاحة المجال أمام جموع الطلاب لممارسة كافة حقوقهم الدستورية والقانونية - دون قيد أو شرط - داخل وخارج المؤسسات التعليمية .
الجمعة 21 فبراير 2025 مركز الشهاب لحقوق الإنسان
لندن